حظر ختان الإناث في السودان

إسقاط المادة التي تحظر ختان الإناث في السودان

بعض المنظمات والجهات المختصة والمهتمة بأمر المرأة ومحاربة ختان الإناث في السودان منذ فترة طويلة امتدت لأكثر من عقدين من الزمان .. عبر استخدامهم لمختلف سبل التوعية بمخاطر الختان الصحية والنفسية علي الفتاة في مختلف مراحلها العمرية .. ولكن كانت العادة مستمرة لارتباطها بالمجتمع والعادات والتقاليد وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) حسب إحصائيات عام 2004 أن 82% من نساء السودان المقدر عدد سكانه بحوالي 40 مليون نسمة قد خضعن للختان الفرعوني، بينما بلغت نسبة النساء المختونات بالمجمل 90 في المائة...

وعادت محاربة ختان الإناث بشكل أكثر ضراوة في أعقاب وفاة طفلة صغيرة بسبب الختان حيث فشلت جميع المحاولات لإيقاف النزيف حتى لفظت الطفلة أنفاسها , وتم تحويل الجثمان إلى مشرحة الخرطوم لمعرفة أسباب الوفاة , وفتح بلاغ تحت المادة (100) إجراءات جنائية وأوضح د. عقيل النور سوار الدهب مدير المشرحة أن التقرير الطبي المرفق مع الجثة أكد أنها "تعرضت لختان إجرامي توفت على إثره"وامن د. عقيل على أن الختان يشكل جريمة ضد الطفل و ليس له علاقة بالقيم و المثل والأخلاق. و اعتبر من قام بهذه العملية قد أقدم على عمل غير إنساني مطالبا المجتمع و النساء و الأمهات على وجه الخصوص التصدي بثبات وبكل شجاعة لقمع هذه العادة القبيحة القاتلة، التي أخذت من النساء ما أخذت، مؤكدا إن العفاف لا يأتي بالخفاض إنما بالتربية و السلوك...

تقرير خصائص وديناميكية السكان في السودان لعام 2007م يدلل علي عدم وجود تغيير في نسب الختان حيث لازال يمارس بنسبة 91,8% و لا يزال الخفاض الفرعوني هو السائد في السودان حيث يوجد وسط النساء في سن (45-49 )بنسبة 74% ,بينما يرتفع خفاض السنة في فئات الأعمار الأقل وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإناث المخفوضات في الفئات العمرية منذ الولادة حتى أربع سنوات يقدر بـ (11.3) والفئات العمرية من ( 4-9) بـ (41.0 ) ومن (10- 14)سنة بـ (76.4) ويواصل ارتفاعه في الفئة العمرية من (15-19 ) بنسبة (86.6) أما من (20-24) فقد بلغ (89.1) ومن (25-29) فقدر بـ (89.0) ويصل مداه في الفئة العمرية من (30-34 ) بنسبة (91.5) أما الفئات العمرية من (35 -39 ومن 40 -44 ومن 45-49 ) فيترواح بين (90.6 إلى 90.4 إلى 90.5 )على التوالي.كما تدل الإحصاءات أن الختان الفرعوني هو الأكثر انتشارا من غيره وسط النساء.

قطاعات ومنظمات المجتمع المدني ضاعفت جهودها في الفترة الأخيرة لكي يتم تضمين قانون الطفل السوداني مادة تنص على حظر ختان الإناث بكافة أشكاله ولكن باءت مساعيها بالفشل بعد أن اسقط مجلس الوزراء السوداني في إجازته لقانون الطفل لسنة 2009م المادة 13 التي تدعو إلى حظر ممارسة عادة ختان الإناث والعادات والتقاليد الأخرى الضارة بصحة الطفل التزاما بفتوى مجمع الفقه الإسلامي الذي دعا إلى تأصيل ختان الإناث.. الأمر الذي آثار كثيرا من الجدل في الأيام القليلة الفائتة ما بين من يعارضه ومن يبيحه .

من جانبه انتقد عضو هيئة علماء المسلمين سعد احمد سعد الأطباء ونشطاء منظمات المجتمع المدني والمنظمات الأممية التي تطالب بتجريم ختان الإناث قائلا إن فتوى مجمع الفقه الإسلامي استندت على مجموعة من الأحاديث الصحيحة التي تثبت أصل الختان ولا تقرر حكمه مشيرا إلى أن هنالك أحاديث أخرى تقوم بتوصيف الختان وأشهرها حديث أم عطية والذي يقول فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) للخاتنة "أَشِمِّي ولا تَنهَكِي " ، وهذا معناه كما يقول اخذ جزء أصغر من الفلقة ويضيف الحديث صحيح بطرقه المتعددة والفقهاء مجمعون على المشروعية ولم يقل احد منهم بالمنع أو التحريم والحكم يدور مع اختلاف الأئمة ودخول أقوالهم بعضها في البعض مابين الوجوب والسنية والاستحباب (المكرمة) مبينا انه لم يقل احد قط في تاريخ الفقه الإسلامي منذ عصر الصحابة إلى يومنا هذا بالمنع أو التحريم أو عدم الجواز واصفا منتقدي الفتوى بالتدليس لأنهم يقولون إن الختان بجميع أنواعه يسبب أضرارا ومساوئ الختان الفرعوني وبذلك يضيفون الفرعوني إلى السنة لتعمية الأمر عن الناس , وذهب احمد إلى أن الطب اثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هنالك تشابه كبير بين عضو الذكر والأنثى وان هنالك موضع للختان في الأنثى مثل الذي في الرجل مبينا انه الآن تجري دراسة متعمقة تجمع ما بين أهل الفقه والطب مشيرا إلى انه حتى هذه اللحظة هناك اتفاق تام بينهما إلى وجود أسباب تستدعي ختان الإناث, وأضاف بهذا النظر أعيد قانون الطفل لان مجمع الفقه الإسلامي له فتوى تقول بجواز ختان الإناث لان المجمع هو المرجعية الفقهية الوحيدة للدولة التي يعتمد عليها في إصدار الأحكام المتعلقة بالشريعة والفقه .

أما مدير مركز السودان للتخصيب وأطفال الأنابيب واختصاصي النساء والتوليد د عبد القادر اونسة فقد اعتبر أن الخفاض الفرعوني نوع من التطرف لأنه لا سند له من الكتاب ولا السنة هذا غير ما يترتب عليه من أضرار صحية و اضطرابات نفسية وجنسية ومضاعفات والتهابات وآلام حيث أن هذه العملية كما يقول اونسة تجرى بدون استعمال مخدر مما يعرض الطفلة لآلام عنيفة قد تستمر لعدة أيام وربما يعقبها نزيف وهو يعتبر من اخطر المضاعفات التي تحدث نتيجة لإجراء هذه العملية هذا إلى جانب حدوث الصدمة نتيجة لشدة الألم أو نتيجة للنزف والالتهابات نتيجة للتلوث حيث أن العملية تتم في اغلب الأحوال بدون تنظيف وتعقيم للمنطقة المعنية أو تعقيم للآلات المستعملة مما يؤدي إلى حدوث التهابات موضعية تؤدى إلى تأخر التئام الجرح ويشير اونسة إلى أن الالتهاب يمكن أن يمتد إلى الجهاز التناسلي الداخلي أو قد يمتد إلي الجهاز البولي و قد يكون هذا الالتهاب صديديا وتكون نتيجته الإصابة بالتيتانوس أو الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز ) نتيجة لتلوث جرح الفتاة في أثناء الختان, ويتابع هذا بالإضافة إلى اضطرابات البول التي يمكن أن تؤدي كما أوضح د اونسة إلى انحباس البول نتيجة للخوف من الألم .

ويذهب أونسة إلى أن ختان الإناث له مضاعفات أخرى بعيدة المدى تتمثل في الألم التي تصاحب الدورة الطمثية (عسر الطمث ), ثم تكرار حدوث الصدمة النفسية في ليلة الزواج حيث يصعب فض البكارة نتيجة للخوف الشديد من الاقتراب من هذه المنطقة و في حالات كثيرة يؤدى فض البكارة بقوة إلى حدوث نزيف شديد الأمر الذي يستدعى نقل الفتاة إلى المستشفى لإجراء جراحة عاجلة وما يترتب على ذلك من برود وتبلد جنسي من جانب المرأة للآثار النفسية والأذى الذي تعرضت له من قبل ,هذا بجانب الصعوبة التي يمكن أن تواجه الفتاة عند الولادة لان الولادة المتعسرة كما يبين د. أونسة قد تؤدي إلى وفاة الجنين أثناء الولادة أو إلى ولادة طفل متخلف عقليا نتيجة للضغط الزائد على الرأس بسبب طول مدة الولادة أو بسبب التدخل لاستخراج الجنين الذي تعسرت ولادته بالآلات .
منقول من منتدى الفقه الإسلامي

أرجو من الإخوة الأعضاء الإدلاء برأيهم في هذه الموضوع الهام جداً .

ودحيدوب