منتديات أبودليق
أخي الحبـيب ... الزائر الكريم ... حبابك عشرة بلا كشرة تفضـل بـدخـول دارك فعز الله مقدارك ولك من إدارة المنتدى ومن كل أهل أبودليق الطيبين التحية والتقدير فأنت من تساهم برفعة أبودليق والإعلاء من شأنها نتمنى لك وقتا سعـيداً بين أهلك وأخوانك ــ تفضل بالدخول ــ فلا تنسى نطق الشهادتين والصلاة على النبي :
(( لا إله إلا الله محمد رسول الله ))
(اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أبودليق
أخي الحبـيب ... الزائر الكريم ... حبابك عشرة بلا كشرة تفضـل بـدخـول دارك فعز الله مقدارك ولك من إدارة المنتدى ومن كل أهل أبودليق الطيبين التحية والتقدير فأنت من تساهم برفعة أبودليق والإعلاء من شأنها نتمنى لك وقتا سعـيداً بين أهلك وأخوانك ــ تفضل بالدخول ــ فلا تنسى نطق الشهادتين والصلاة على النبي :
(( لا إله إلا الله محمد رسول الله ))
(اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
منتديات أبودليق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموعة جديدة 17

اذهب الى الأسفل

مجموعة جديدة 17 Empty مجموعة جديدة 17

مُساهمة من طرف أحمد حيدوب الإثنين 8 يوليو 2013 - 14:47

مجموعة جديدة 17 11113510
مجموعة جديدة 17 Wada3-10
عنوان المقال : ( ممنوع الزيارة !! )

عدد الجمعة الموافق 8 يونيو 2007م
صحيفة الرأى العام


الأستاذ (عباس ) كان يعمل نائباً لمدير إحدى المصالح الحكومية وقد كان مثالاً لطهارة اليد حتى إذا ما بلغ السن القانونية للمعاش تمت إحالته ليجد نفسه وجها لوجه أمام (إقتصاد السوق الحر) مما جعلة يفكر فى (إستبدال) جزء من معاشه لإقامة مشروع صغير يدر علية بعض المال يساعده فى الإنفاق على أسرته الصغيرة . بعد تحانيس
تم الإستبدال و(قبض) عباس حفنة من الملايين بدأن تتقلص شيئاً فشئاً من أثر الصرف منها على مستلزمات الحياة لا سيما وانه لم يستطع إقامة أى مشروع كان بسبب تخوفه مما يجلبه عليه من أتاوات وجبايات وضرائب ونفايات وغيرة إلا أنه أخيراً وبعد أن لاحظ أن ما تبقى معه قد قارب على النفاذ بدأ فى التفكير فى مشروع قبا أن يصبح (أباطو والنجم) !!
- طيب لوقلنا (عشرين) وإلا أقول ليك (عشرة بس) ستات شاى .. الواحده بتبيع ليها فى اليوم ستين وإلا قول خمسين (كباية شاى بى لبن) وميت كباية شاى (ساده) وستين (فنجان قهوة) طيب خمسين فى ألف بى خمسين ألف زائد ميه فى تلتنيت جنية بى تلتين ألف زائد ستين فى خمسمية بى تلاتين ألف ... نجى نجمع خمسين وتلاتين وتلاتين يساووا ميه وعشرة ألف ... يبقى الدخل اليومى ميه وعشرة ألف نجى نطرح منهم المنصرفات ... قول فحم بى خمسة ألف وشاى بى ....
- سجمى يا راجل قاعد تتكلم براك وتأشر فى الهواء مالك ؟ جنيت !!
- جنيت شنو يا ولية ؟ والله أنا عندى ليكى مشروع .. مش يطلعنا من الفقر الأنحنا فيهو ده .. يخلينا طالعين فى الكفر !!
- كفر شنو ووتر شنو تلاقيهو مشروع مهبب عاوز تكمل بيهو باقى قروش (الإستبدال) دى !!
- لا لا ده مشروع إبن ستين كلب .. مشروع غير (العبد لله) مافيش زول فكر فيهو
وجلس (عباس) يشرح لزوجته الخطوط العامة للمشروع والتى تنبنى على توفير رأس المال وتجهيز (العدة) لعشر (بنات) تقوم بإختيارهم له (عوضية) التى كانت تبيع لهم الشاى فى المصلحة وذلك للعمل كستات شاى على أن يقمن نظير تلك التجهيزات بإعطائة (نصف الربح) بعد إستقطاع (المنصرفات) من فحم وشاى ولبن وبن وخلافه !!
- عليك الله ليك ساعة ترفع فى إيدينك وتأشر فى الهواء وتجمع وتتطرح وتتكلم براك عشان تقول ليا (ستات شاى) – مواصلة – أنا هسع قايلاك عاوز تفتح ليك (محل إتصالات) وإلا (سوبرماركت)
- يا وليه إنتى جنيتى .. محل إتصالات شنو ؟ وسوبرماركت شنو؟ هو القروش الفضلت من (الإستبدال) دى بتفتح ليها حاجات زي دى ؟ ما أكلناها كلها !!
- لكن بس معقوله موظف ذيك قدر الدنيا تعمل ليك (شركة ستات شاى) ؟ هسع لو ولدك ده الأستاذ سألو قال ليهو أبوك شغال شنو يقول ليهو شنو؟
- اليقول ليهو (مستثمر) يعنى القاعدين يستثمرو فى (الشاورمة) والطعمية وراكبين عربات (إستثمار) ديل شنو؟ ثم يعنى إنتى عاوزانى أعمل شنو ؟؟
- خلاص وكت بقيت للحاجات الزى دى إشترى ليك ركشة؟
- ركشة شنو يا وليه؟ إنتى ما شايفا ناس الركشات قاعدين (يزازو) فى الشوارع كيف ؟ والحكومة ساكاهم؟ وتقطع فيهم فى الإيصالات ؟
- (فى سخرية) : هى يعنى الحكومة دى ما قاعده تسك (ستات الشاى) !؟
- لا بتسكهم لكن قاعدات يخارجن روحن !! – مواصلا- وبعدين إنتى ما عارفه ( الجدوى الإقتصادية) للمشروع ده ... ما تتكلمى ساكت!!
- (فى تهكم) : خلاص يعنى (مشروع النفرة الكبرى) !!
- شوفى (مشروع النفرة الكبرى) ده ما عملو ليهو دراسة جدوى (إقتصادية) زي (مشروعى) ده !! وكمان ما تنسى أنا ح أوفر (عشرة فرص وظيفية) !!
- عليك الله خلينا من كلامك المقدد ده هى الحكومة الإسمها حكومة ما قادرة توفر ليها (عشرة فرص وظيفية) تقوم توفرها إنت بى مشروعك ده !!
- (فى إستنكار) : ليه (البنات) الأنا ح أجيبهم يعملو الشاى ديل ما ح أكون وفرت ليهم وظائف !!
- (فى سخرية) : خلاااص يا لجنه الإختيار للخدمة العامة !!
- (وهى تشير إليه محذرة) : هوووى هوووى يا عباس والله تلحق تعمل مشروعك المهبب ده إلا تستعوض اله فى قريشاتك ديل

لم يهتم (عباس) بحديث حرمه المصون والذى وصفه بأنه (مثبط للهمة) فهو يعتقد جازماً بأن المشروع ناجح تماما وأن أحداً من قبله لم يفكر فيه وأنه سوف يكون ذو عائد مجز فلو أن كل (ست شاى) أعطته فقط (عشرة ألف يومياً) - وذلك أقل بكثير مما توصلت إليه دراسة الجدوى الإقتصادية - لتحصل على دخل يومى يقدر بمية ألف جنيه وهو دخل من شأنه أن يوفر له حياة كريمة !!

خطوط عامة :
عكف عباس على وضع الخطوط العامة للمشروع والتى تمثلت فى الآتى :
1- تحديد الأماكن الإستراتيجية للبيع :
من أجل تحديد الأماكن ذات المبيعات العالية فقد قام (عباس) بعمل جولات (ماكوكية) شملت كل العاصمة كانت حصيلتها أن تيقن تماما بأن الأماكن ذات المبيعات العاليه تنحصر فى الآنى :
- أمام المستشفيات والمستوصفات الخاصة
- المناطق الصناعية
- برندات السوق
- أقسام الشرطة والجوازات والبطاقة
- الجامعات وأماكن الدراسة
- الكافتيريات
2- العنصر البشرى (العمالة) :
لم يتحير (عباس) فى مسألة إيجاد (العنصر البشرى) أى (الفتيات) اللواتى سوف يقمن بعمل الشاى فقد هداه تفكيره أن يقوم بالإستعانه بعوضية والتى هى (زبونته) الدائمة أمام المصلحة التى كان يعمل فيها ا فهى علاوة على أنه كان زبونا دائما لها فهو قد كان يحاسبها (أول بأول) ويحرص على تسديد (حسابها) دون تأخير ليس كما كان يفعل بقية الموظفين الذين كانو قد برعو فى مماطلتها .
3- مستلزمات المشروع :
قام عباس بتقسيم مستلزمات المشروع إلى قسمين أولهما (الأدوات) من (بنابر) و(كوانين) و(كبايات) وكفتيرات وخلافه والقسم الآخر هو (مدخلات الإنتاج) من سكر وشاى وبن ولبن وهبهان ومستكة وفحم وخلافه !! ولم يعر عباس مسألة (مدخلات الإنتاج) هذه أى إهتمام إذ أنه يعلم أن صديقه وزميل دراسته (بله) والذى يمتلك (دكانا) بسوق الإجمالى يمكنه أن يتعامل معه بالآجل !!

(الخبيرة) عوضية :
فوجئت (عوضية) بعباس وهو يجر أحد البنابر ويجلس قبالتها فى ذلك الصباح بينما كانت تقوم بتعبئة (كبابى) الشاى لزبائنها :
- ويييينك إنت يا (عباس) ؟ خلاص نسيتونا وبقيتو ناس (راحات)
- راحات وين يا (عوضية) هو فى زول يخلى (الشغل) وينزل (المعاش) فى البلد دى يرتاح !!
- إن شاء الله تكون لفيت ليك شغل تانى؟
- وييين يا (عوضيه) الناس الشايفاها لافه دى كلها ما لاقيا ليها شغل !!
- (وهى تسوط كباية القهوة وتقدمها له) :طيب ما تشغل قروش (المكافأة) الأدوكم ليها دى وتعمل ليك مشروع بيهم !!
- هم إنتى قايلاهم كم يا عوضية ؟ ما شويت ملاليم قعدنا ناكل فيهم لحدت ما قربو يكملو!!
- (فى إندهاش) : كملتهم يا عباس يا خوى ؟
- (وهو يرتشف من كباية القهوة ) : يعنى فضلت فيهم حاجه بسيطة !!
- خلاص أعمل ليك بيهم حاجه تجيب ليك قروش قبل ما تقرضهم !!
- (فى تردد) : والله أنا هسع جاييك فى الموضوع ده !!
وقام عباس بشرح الموضوع لعوضية والتى أبدت تجاوباً مع فكرته وإلتزمت له بتوفير عدد من (الفتيات) للعمل بالمشروع بعد أن قامت بإبداء وجهه نظرها (كخبيرة) فى بعض النقاط الهامة كالمواقع ونوع الخدمات وفى هذه الأخيرة فقد أوصته بأن يقوم بإضافة (خط إنتاج) آخر (للقيمات) حيث أنة مرغوب مع (شاى الصباح) علاوة على أن فيه (مكسب كبير) وقد تركها عباس بعد أن أخبرته بأنها سوف تقوم فور عودتها (للحلة) بتجنيد عدد من (الفتيات) وتجهيزهن للعمل تحت (إدارته) !!

بداية التنفيذ :
فى طريق عودته للمنزل قام عباس بالمرور على (عرقله) الحداد والذى يمتلك و(رشة حداده) فى الحى لصناعة كراسى الحديد والأبواب والشبابيك وخلافه :
- شنو يعنى يا استاذ (عباس) لا يوم جيتنا قلت عاوز ليك شباك ولا باب ولا دولاب وإلا إن شاء الله (كرسى) ساكت؟
- يا (عرقلة) شبابيك شنو وأبواب شنو ودواليب شنو؟ أمورنا كلها (معرقله) !!
- ودى يعنى زيارة للتحية والمجاملة يعنى؟
- والله قلنا تسلم عليك وبعدين عندى حاجات عاوز أسويها عندك !!
- سرائر؟
- لا لا ما سراير
- دواليب
- لا ما دواليب
- أصلو الموضوع إنى عاوز ليا
- (مقاطعا) : لا خلاص عرفت .. تكون عجبتك الشبابيك الخاتينها برة دى !!
- بالله يا (عرقلة) كدى أقيف دقيقه أشرح ليك – مواصلا- أنا عاوز ليا 100 بنبر
- (فى إندهاش) : ميت شنو؟
- ميت بنبر يا (عرقله)
- وتسوى بيهم شنو الميت بنبر ديل !!
- (وهو يفكر هنيهه ثم يجيب) : لا لا أصلو المدام عاوزة تعمل ليها (روضه) !!
- لكن (البنابر) دى (قعدتا) ما حارة على (الشفع) ديل ؟
- (فى إمتعاض) : يا عرقلة إنت (وزير التربية) ؟ حارة حارة مالك؟ كدى ورينى بتعملا بي كم
- إنت عاوزهم شكلهم كيف طيب؟
- (فى زهج) : ياخى هى (كيمياء) ما أى شكل يا عرقله!!
- لا يعنى عاوزهم كلهم يكونو شكل (قلب) وإلا (مربعات) وإلا (مدورات) !!
- ياخى أى حاجه الله يخليك إن شاء الله (متوازى أضلاع)!!
- أها حجمهم كيف .. طبعا كلهم (صغار) مش كده ؟
- لا ماكده خليهم (كبار) وكمان متينين –مواصلا- يعنى ممكن الزول الكبير يقعد فيهم !!
- ليه الخسارة دى ؟ ح يكلفوك كده يا أستاذ أكتر؟ - مواصلا- هم مش لى شفع روضه؟
- يا خى هم لى شفع روضة لكن إحتمال نقوم نقلبا بعد شوية (جامعة) !!

مع (بله) فى دكان (الجمله) :
دخل (عباس) دكان (بله) الممتلئ بالبضائع عن آخرة إلا مساحة صغيرة وضع عليها بلة مكتباً خشبياً صغيرا تلتصق بينه وبين الحائط (خزنه) حديدية ضخمة .. كان (بله) قد درس (الأولية) مع (عباس) إلا أنه قد فضل دخول السوق بينما واصل (عباس) دراسته ووصل إلى ما هو عليه .
- يا ولد جيب ليك (جبنه) لى عمك (عباس) ده
بعد أن إرتشف عباس (القهوة) ودردش قليلا مع (بله) وتذكرو عددا غير قليل من (أولاد الدفعة) تنحنح (عباس) وهو يحاول فتح الموضوع :
- تعرف يا بله أنا جاييك فى موضوع كده
- إن شاء الله خير
- لا خير .. أصلو ياخى إنت عارف الزمن العلينا ده الناس بقت (مفلسه) وعدمانه المليم والواحد لامن يموت ليهو زول راسو بينفتح وما يغرف يسوى شنو لأنو البكاء بقى عاوز ليهو (ملايين) عشان كده يا (بله) ياخوى ناس الحى عملو ليهم (جمعية) وعملونى الرئيس بتاعا .. يعنى يشيلو إشتراكات من (الأعضاء) ويشترو بيها (بنابر) أقصد (كراسى) وترابيز و(صيوانات) عشان المناسبات وخاصة (البكيات)
- لا والله كويس بالحيل
- أها فى البكيات البتجى بالغفلة دى الناس بتحتاج للشاى وللسكر وللبن و
- (بله متداخلاً) : والزيت والجبنه ..
- (فى غفلة وهو يواصل) : لا الزيت والجبنه ديل ما بحتاج ليهم
- كيف يا عباس ديل أهم حاجه فى (المناسبات) ؟
- (مستدركا) : لا أنا بقول إنو السكر والشاى واللبن والهبهان والجنزبيل والحاجات دى أهم !! – مواصلا- وكان إحتجنا للجبنة والزيت – (يتذكر عوضية وإقتراح اللقيمات) لا لا الزيت كمان مهم شديد يا بله !!
إنتهى لقاء عباس مع (بله) بتوقيع الأحرف الأولى من إتفاقية تموين مشروع (عباس) والتى نصت على أخذ كل ما تحتاجه (الجمعية) ممثلة فى (عباس) على أن يتم الدفع بعد إستلام قروش (الكشف) و إنتهاء (المناسبة) بأسبوع !!

عاد (عباس) منهكاً خائر القوى بعد تلك المشاوير المكوكية (عوضية – عرقلة – بله – سوق العدة) لكنه كان سعيدا بما حققه من خطوات عملية فى سبيل نجاح مشروعه الوليد .. بعد أن قام عباس بإنزال (الكوانين) والكفتيرات والملاعق وكراتين الكبابى وبقية (العدة) إلى داخل المنزل ومحاسبة (صاحب البوكس) إتجه داخلا حيث قابلته زوجته :
- شنو الكراتين الجايبا لينا دى ؟
- دى ما حاجات المشروع؟
- ومالك جاى مهدود كده التقول مشيت تتطلع ليك باسبورت !!
- والله مشيت الليلة عملت (إتصالاتى) كلها وظبطت ليك أى حاجه
- إتصالات شنوكمان ؟ بتعمل أصلك فى (مفاوضات)؟
- لا أنا بقصد ليكى الإتصالات الخاصة بالمشروع بتاع (الشاى)
- وستات الشاى ديل عاوزين ليهم إتصالات؟
- لا ما مشيت لى عوضية ست الشاى على اساس إنها (خبيرة) وكده
- (فى تهكم) : يعنى خبيرة فى (اليونسكو) ما الحاجه العارفاها دى أى زول بيكون عارفا
- ومشيت كمان لى (عرقلة الحداد) عشان يعمل لينا (البنابر) .. وبالمناسبة لو فى زول شاف (البنابر) دى وسألك قولى ليهو إنك عاوزه تعملى ليكى (روضه أطفال) !!
- والله إنت مسكين إنت من زمن الروضات بتاعت البنابر ؟ هسه الروضات كل شافع خاتين ليهو (الكمبيوتر) قدامو !!
- وكمان مشيت لى (بله) بتاع الجمله عشان مسألة الشاى و...
- (مقاطعة) أها بى مناسبة الشاى (أنبوبة الغاز) دى قطعت قوم أملاها لينا !!!

وبدأ المشروع :

بعد أن إكتملت كل عناصر ومعينات المشروع وتم تجهيزها قام (عباس) بالإتصال بموبايل (عوضية) حيث أوضح لها بأن كل شئ جاهز وما عليها إلا أن تقوم بتحديد (نقاط البيع) وتعيين (البائعات) وتحديد مكان كل واحده وقد تم الإتفاق على أن يقوم أن تقوم عوضية بإحضار (البنات) إلى مكان عملها فى اليوم التالى على أن يقوم عباس بإحضار كل المستلزمات فى (دفار) حتى يتم توزيعهن على نقاط البيع .
وبالفعل فقد قام (عباس) فى اليوم التالى وقبل أن شروق الشمس بإحضار (دفار) وضع عليه كل الأشياء من (بنابر) و(مناقد) وكراتين عده وكراتين شاى وأكياس سكر وأكياس بن وعلب هبهان وجنزبيل ونعناع وتوجه إلى حيث كانت عوضية بإنتظارة ومعها (الفتيات) اللواتى تم توزيعهن على نقاط البيع التى تم تحديدها بدقة بواسطة (الخبيرة) عوضية. ولم تنس عوضية وهى فى طريق عودتها مع عباس والمشروع فى بدايته أن توضح له وأن تثبت النقاط المهمة فى العقد الشفاهى المبرم مع (العمالة) التى قامت بإستقدامها :
- شوف يا أستاذ أنا البنات ديل إتفقت معاهن إنو يشتغلو ويطلعوا المنصرفات وبعدين يقسموا معاك بالنص والخاين الله يخونو
- ما بطال يا عوضية أنا ذاتى ما عاوز أكتر من كده
- وبعدين فى حاجة
- اللهيا شنو يا عوضية؟
- طبعا إنت موظف كبير وفى حقك ما كويس إنو تمشى تشيل منهم القروش هناك أو يجوك فى البيت يدوك ليها عشان ناس الحلة وكده !!
- كلامك صاح الناس تقول شنو؟
- عشان كده كلمتهن كل يوم خميس كل واحده تجيب ليا القروش بتاعتك هنا وأنا أديك ليها
إنت بس تعمل ليكا كراس لى كل واحده فيهم وتسجل الحساب بتاعا
-والله ما قصرتى يا عوضية .. والله أبدا ما نسيتى العشرة !!
- البنسى العشرة ده عاد ما (ما ود حلال) !!

سعدية جكس :

كان المشروع ناجحا بكل المقاييس .. يذهب (عباس) نهاية كل أسبوع إلى (عوضية) .. وبعد أن (يشرب قهوتو) تقوم عوضية بتسليمة ما أحضرته كل (بت) من (العشرة (بنات) .. يخرج الكراسة من جيبه .. يقوم بتسجيل المبلغ الذى قامت بتوريده كل (بنت) أمام إسمها ثم يودع (عوضية) عائدأ إلى منزله ولا ينسى أن يقوم بالدخول إلى السوق لملئ بعض الأكياس الخاصة بإحتياجات المنزل .
مرت عده أسابيع كانت فيهم (التوريده) ثابته تقريبا لكل (نقاط البيع) ما عدا تلك (النقاط) التى تتعرض للقفل لمدة يوم يومين بسبب الخوف من (الكشات) أو وقوعها فعلياً ثم تعود (التوريده) إلى سابق عهدها ، غير أن (عباس) قد لاحظ بأن أحدى نقاط البيع والتى تتولاها (سعديه جكس) تسجل إنخفاضا كبيرا فى المبيعات أسبوعا بعد آخر على الرغم من أن موقعها كما يتذكر حينما قام بعملية التوزيع يعد موقعا متفردا إذ أنه يقع بجانب (المستشفى) و(قسم الشرطه)
- يا عوضية تكونى لاحظتى البت (سعدية جكس) دى التوريده بتاعتا ليها كم أسبوع ماشة ناقصة
- والله يا عباس أنا القاعدين يدونى ليهو بجى بسلمو ليك فى إيدك
- أها يعنى فى الحاله دى أنا أعمل ليها شنو؟
- أمشى شوفا شغاله وإلا ما شغاله .. هى أنا سألتها قالت ليا اليومين دى الشغل كعب!!

من فوره ركب عباس إحدى (الركشات) وقام بالذهاب إلى الموقع حيث كانت (سعدية جكس) تجلس وأمامها عدة الشاى .. وقف بعيدا لمراقبة الموقف .. وبعد أكثر من ساعة مراقبة تأكد له تماما ان المشكلة تكمن فى ذلك (الشاب) مفتول العضلات الى يجلس منذ ساعة فى مواجهتها تماما دون أن يطلب طلبا واحداً ...
- ده شنو المقعداهو قدامك ده ؟ (وهو يشير للشخص الذى ما سمع ذلك حتى هب واقفا)
- مالك يا (هاج) ده يأنى (نزام) بتاأ (هركات) وإلا شنو
- هركات وإلا ما هركات شنو قاعد (متفن) قدام البت حاميها الشغل ؟
- وإنت مالك؟ مهلية ولا يأنى مباهث
- شوف بلا محلية بلا مباحث بلا قلت أدب قوم فج من هنا

كسرة :
يرقد الآن عباس بالحجرة رقم 212 بالمستشفى الإسلامى بالأردن الخاصة بإصابات الدماغ وقد كتب عليها : ممنوع الزيارة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان المقال : ( كدايس وبس !! )

صحيفة الرأى العام
عدد الجمعة الموافق 25 مايو 2007م


فجأة لاحظ المواطنون الذين يقطنون (العاصمة وضواحيها) ظاهره غريبه وهى وجود عدد من (الكدايس) الميته على مفترق الطرق وبين الشوارع الجانبية فى الأحياء .. وإزداد عدد (المتوفين) من (الكدايس) فلا يمر يوم الا وترى (كديسة) ميتة في أحد الشوارع أو الأزقه بل أنه صار من الطبيعى جداً رؤية ذلك المشهد مما يعنى أن المسألة غير طبيعية وأن هنالك سر فى الأمر ولولا الجهود التى بذلتها شركة النظافه لتنظيف الشوارع يوميا وسحب جثث المتوفين من ( الكدايس ) رحمهم الله ، لما استطاع المواطنون المشى في شوارعها وكان لابد لهذه الظاهرة أن تصبح حديث (الناس) وماده دسمة لإطلاق الشائعات :
- والله يا نفيسه جابوها فى قنات (السين بين إن) وقالو ده مرض (أنفلونزا الكدايس)
- أنفلونزا شنو يا زوله ..(تخفض صوتها هامسة) : قالو ليكى ديل كلهم ناس (بسمى الله) !! – ثم فة نبرة تأكيديه خافته – (شواطين يعنى) !!
- وكان (شواطين) عاوزين يموتو مالهم ؟
- قالو ليكى العيشة هنا غلبتم وما قادرين يشتغلو مع (الجماعة) !!

توجس المواطنون خيفه خاصة بعد إزدياد حالات وفاه أعداد كبيرة من (الكدايس) وبتلك الصورة الغريبه وقد زاد من توجسهم أن السلطات كعادتها لم تول هذه الظاهرة المزعجة أى إهتمام وكعادتها (عملت أضان الحامل طرشا) !! مما جعل الجو العام ممهداً لإنتشار تلك الشائعات والأقاويل فها هو عم (رمضان) الرافض لدخول (القوات الأممية) يمسك (بالزهر) قبل أن يحدفه على (الطاوله ) وهو يخاطب أصحابه :
- والله ووالله يا جماعة مسألة موت (الكدايس) ده عملوهو (الأمريكان) ديل !
- كيفن يا عم (رمضان) ؟
- كيفن شنو؟ ما عاوزين يقرضونا !! والله عندى صاحبى شغال فى (المطار) قال ليا قبل كم شهر شاف ليهو (خواجه) شايل ليهو (كديستين مرضانات) لمن (مضبلنات) فى (كرتونه) نازل بيهم من الطيارة !!
- يا حاج إستهدى بالله خواجات شنو؟ وطيارات شنو؟ هم لو عاوزين يقرضونا عاوزين ليهم (كدايس) يعنى؟

فى مكان آخر كان (الأسطى منصور) النجار يجلس أمام ورشة النجارة الخاصة به ممسكاً بتلك الصحيفة الإجتماعية (المتخصصة) والتى أفردت صفحتها الأولى للخبر.. قال وهو يرتشف من فنجان القهوة الذى أمامة مخاطباً جاره (عبدو السكمرى) :
- هم الناس دى لسه ما عرفوا السبب (البيكتل) الكدايس ده شنو؟
- (متسائلاً فى تلهف) : عرفوهو يا (معلم)؟ جابوهو فى الجرائد ؟
- عرفوهو شنو؟ وجابوهو شنو؟ هو ناس (الجرايد) ديل قالو ليك بعرفو حاجه؟
- طيب يا حاج إنت عرفت السبب من وين؟
- أيواا ..أقول ليكا : نحنا عندنا ولدنا شغال مع (الآسيويين) الجابوهم لينا (ذى المطرة) ديل – مواصلاً - أها قال ليك هم بياكلو (حاجه معينه) فى (الكدايس دى) عشان كده بيكتلوها ويطلعو من بطنها (الحاجه) دى يطبخوها !!
- لكن يا (أسطى) الكدايس الماتت دى كتيره شديد !!
- (فى تهكم) : يعنى أكتر من (الآسيويين) الجابوهم لينا ديل !! – مواصلا – إنت قايلهم يعنى (فنيين) وإلا (عمال مهرة) كان ما عارف أنا أقول ليك : ديل كلهم كانو هناك (مساجين) وجابوهم لينا هنا عاوزين يتخلصو منهم – مواصلاً - والله ديل مش ياكلو (كدايس) ديل ياكلو (تماسيح) عديل!!

(مسحح) تتدخل :
أثر إزدياد أعداد المتوفين من (الكدايس) وإلتزام (الصمت) من قبل (الجهات المسئوله) قامت المنظمة السودانية لحقوق الحيوان (مسحح) بتكوين فريق من (العلماء) والباحثين لدراسة هذه الظاهرة الغريبه والمقلقه وقد قام أفراد الفريق بتشريح عدد من (الجثث) المتوفية وكذلك برصد ومتابعه عدد من (الكدايس) التى لا زالت على قيد الحياة وذلك على مدار أيام وليال عديده من أجل التوصل إلى سر هذه الظاهرة .

بعد دراسة متأنية ومراقبه مستديمه توصل (فريق العلماء والباحثين) إلى نتيجه خطيرة للغاية مفادها أن هذه (الكدايس) لا تموت .......... ولكنها تنتحر !! نعم إنها حقيقه مرة ومؤلمه أن تنتحر (كدايسنا)
بينما نظل نحن (نلعن الظروف) !! وقد قام بتأكيد هذه الحقيقه (رئيس فريق الباحثين) الذى أكد فى مؤتمره الصحفى الذى عقد خصيصاً من أجل إعلان ما توصل إليه الفريق من كشف لملابسات هذه الظاهرة الغريبة بذلك وصرح سيادنه بأن المساله هى (إنتحار) وليس (موتاً طبيعياً) مؤكداً أنه قد شاهدها بأم عينية إذ قال بأنه وفى أحد مراقباته لأحد (الكدايس) كان (الكديس) يقف (وقفة متحفزة) أمام أحد (الأعمده) فى أحد الشوارع الرئيسية وكأنه ينتظر أمراً ما – والحديث لا زال لرئيس الفريق - غير أنى كنت ألاحظ أنه كلما مرت عربة أمامه كان يهم بالقفز أمامها بغرض (الإنتحار) لكنه كان مترددا بعض الشئ حتى أتت (كديسة أنثى) ووقفت فى مواجهته وهى تمؤ مؤاءاً يبدو أنه (حماسياً) ما لبث (الكديس) بعد سماعه لهذا (المواء) أن شرع (يعرض ويتقدل ويهز) فى (نص الظلط) ثم قام برمى نفسه تحت (عجلات) أول (حافلة) قادمة مواجهاً مصيره المحتوم !!........

التناول الصحفى : (مع) :
فى عمود (همس المدينه) وتحت عنوان ( كل ما حولنا يدعو المرء للإنتحار ... فما بالك بالقطط ؟؟)
تحدث الكاتب عن ما يعانيه (المواطن) من فقر ومسغبه (ناهيك عن الكدايس) وقد دلل الكاتب على ذلك بإنتحار (الكدايس) التى أصبحت لا تجد ما تأكله حيث أصبحت (البيوت) تعيش على (الدكوة) والطماطم ومرقه الدجاج (فى أحسن الأحوال) مما جعل معظم (الكدايس) تنسى حكاية (اللحوم) وتصير (نباتية) وقد أصبح من المألوف رؤيتها (قبل ظاهرة الإنتحار هذه) وهى تزدرد قطعه (عجورة) أو (فحل بصل) !!
وقد تأسف الكاتب لغياب ذلك الزمن الذى كانت فيه (كوشة الزبالة) تمتلئ بما لذ وطاب من مخلفات الأسر (الفقيرة) من بواقى (الفراخ) و(الحمام) والكبد والكلاوى واللحمة (الفلتو) !! كما أورد الكاتب أنه إذا كان الفقر والجوع هما عامل مشترك بين (الكدايس والمواطنين) إلا أن المواطنين يعانون من (أزمات) أخرى من المفترض أن تجعلهم أحرص على (الإنتحار) أولها (تكميم الأفواه) و(عدم سيادة القانون) والفساد الذى افضى لفقر (المواطن) !!
كما أشار الكاتب بجرأته المعهوده (الجايبا ليهو الكلام) بأن (كوش الزباله) بعد أن كانت تمتلئ فى السابق بما لذ وطاب من الخلفات فقد صارت مكاناً للتخلص من الأطفال (حديثى الولادة) بعد أن عصفت الضائقات الماديه التى نتجت عن (الفساد والتدهور الإقتصادى) بمقدرات الشعب (الأخلاقية)

التناول الصحفى : (ضد) :
فى عموده (بين فكين) على ذات الصحيفه وتحت عنوان (وما ينتحروا كان إنتحروا) أورد (الكاتب) بأن هذه (الكدايس) المنتحرة إنما أبطرتها النعمة التى وفرتها لها (الدوله) فعلاوة على ما تجده من أكياس تحتوى على ما لذ وطاب من (فضلات) يتركها لها المواطنين (بعد أن يشبعو) فقد تبنت (الدوله) تلك الحمله التى كان شعارها (رطل لبن لكل كديس) وقد خلص الكاتب إلى أن (الكدايس) ديل لابد أن يكونو (طابور خامس) ويودون بصورة أو بأخرى العمل على تدويل (المسألة) وأن المسأله برمتها لا تعدو إلا أن تكون مؤامرة (صهيونية) على (المشروع الحضارى) !!

كدايس بلا حدود :
فى إطار تسليط الضؤ على هذه (الكارثه) الى تواجهها (كدايس السودان) فقد قامت منظمة (كدايس بلا حدود) والتى إنشئت خصيصاً بعد حدوث هذه (الكارثة) بدعوة الراقصة (عنايات هشتك بشتك) والتى حضرت للبلاد ضمن وفد ضم كل أفراد فرقتها (الموسيقية) وجوغتها (الإستعراضية) وقد تم إستقبالها إستقبالاً حافلا حيث عقدت مؤتمراً صحفياً ً بقاعة (كبار الزوار) قامت بتغطيته وسائل الإعلام المحلية والعالمية أعلنت فيه عن تبرعها السخى بعدد خمسين ( فأر أسترالى) كامل الدسم مساهمة منها فى تغذية شعب الكدايس (الفضل) وتضامناً مع هذه الكارثه التى تواجه إخوتها فى (شمال الوادى) كما ذكرت. وقد وجد هذا التبرع السخى قبولاً عظيما لدى المسئولين الذين قام بعضهم بإلتقاط الصور التذكارية مع الراقصة (عنايات) وهى تقوم بتدخين سجائر (أبوكديس) كنوع من أنواع (المؤازرة)!!

المجتمع الدولى يتدخل :
لما لم يعر المسؤلون الأمر أى أهمية (كالعاده) و(سدوا دى بى طينه ودى بى عجينه) وصهينو وكأن الأمر لا يعنيهم فقد تحركت منظمات المجتمع المدنى المتمثلة فى المنظمات ذات الصلة (بالبيئة والحيوان) وقامت بالإتصال بالهيئات الدولية شارحة لها هذه الظاهرة الغريبة التى تهدد هذه الحيوانات (الوادعة الأليفة) وما تتعرض له من (إباده جماعية) بفعل هذا الإنتحار المريب ، مدعمة حجتها بالصور والإحصائيات إضافة إلى التقرير الذى كتبته اللجنة الخاصة بفريق العمل الذى قام بدراسة تلك الظاهرة.
وقد أثمر ذلك التحرك المتصل عن طرح هذه القضية على طاولة (الأمم المتحدة) والتى قامت بإرسال مبعوث خاص لمقابلة المسئولين للتحقق من هذه الظاهرة الغريبه إلا أن المبعوث لم يمكث غير ساعات قلائل عاد بعدها إلى بلاده إذ أكد له المسئولون بأن (كدايسنا) فى أمن وأمان وأن ما (يروج) له بأنه حالات (إنتحار جماعى) ليس إلا حالات (موت فرديه عادية) وأن مجموع عدد الضحايا لم يتجاوزا (كديسة كديستين) !!
وإمعانا فى تنوير (المبعوث) عما تقوم به الدولة من أجل (راحة الكدايس) مما يفند فرضية إنتحارها فقد أخطره (المسئول) بما قامت به (الدوله) من مشروعات (تنموية) و(خدمية) من أجل حياة كريمه لهؤلاء (الكدايس) مستشهداً بمشروع (رطل لبن لكل كديس) الذى قامت (الدوله) بتنفيذه كما أخبره أن (الدوله) على أعتاب تنفيذ مشروع آخر وهو مشروع (النفرة الكبرى) والتى شعارها (فأر لكل كديس) !!

مؤتمر صحفى للمسئولين :
بعد إنتهاء اللقاء الذى تم مع (المبعوث الأممى) عقد ذات المسئول الذى تباحث معه مؤتمراً صحافياً حضرته الصحافة ووسائل الإعلام المحلية ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية العالمية حيث قام المسئول بتكرار ما قاله للمبعوث الأممى من أن قضية (إنتحار الكدايس) دى لا أساس لها من الصحة
وإنو الحاصل إنو فى (تلاته أربعه كدايس) ماتو موت طبيعى (لكن فى وكت واحد!!) كما كرر ما قاله (للمبعوث) بخصوص ما تبذله (الدولة) من مجهودات فى سبيل (راحة الكدايس) لكنه أضاف للحاضرين المؤتمر بأن مسالة (إنتحار الكدايس) دى مسألة ملفقه من (المعارضة) والطابور الخامس وإنها لا تعدو أن تكون إستهدافاً (للمشروع الحضارى) وقد تم بعد هذا المؤتمر الصحفى القصير فتح الباب أمام أسئلة الصحفيين :
- فهمى شحاته من (قناة الإخبارية) :
- إتفضل
- سعادتك (بتؤول) إنو مفيش (حاقه) إسمها (إنتحار) لكن ..
- (يقاطعه فى حزم) : أنا أؤكد بانو مافيش حاجه زي دى
- (وهو يخرج من شنطته بعض الصور) : بس صور (الضحايا دول) بيأكدو(سعادتك) بإنو العملية هيا إنتحار.. (وهو يتقدم نحوه) : يا فندم بص على الصور دول !!
- شوف يا عزيزى خلى صورك دى عندك - مواصلاً فى نبرة حزم- أنا من هذا المنبر بأكد إنو اللى ماتو دول (بالكتير عشرة كدايس) وإنو ماتو (موت الله) !!
- بس الصور يا باشا !!
- صور أيه يا إبنى؟ ده (الكمبيوتر) دلوقتى ممكن يعمل ليك أى حاجه !!

يتم إعطاء الفرصة لمتسائل آخر :
- الجوهر الفردى من قناة السياسية : الحقيقه أنا سؤالى ياسعادتك هو إنو ليه إنتو ما بتتحركو فى الأزمات إلا لمن تقع (الفاس فى الراس) ويتدخل (المجتمع الدولى) ؟
- (يمسح حبات العرق المتساقط): والله أنحنافى كل (الأزمات) قاعدين نتخذ مواقف سريعه لكن (المجتمع الدولى) هو المتسرع شديد!!

المسيرة :
لم تتوانى المنظمة السودانية لحقوق الحيوان (مسحح) بالتضامن مع منظمات المجتمع المدنى الأخرى فى إنتهاز فرصة وجود (المبعوث الأممى) فنادت بحشد (مسيرة سلمية) تتحرك من ميدان (أبوجنزير) مروراً بشارع (القصر) ثم شارع (الجامعة) حيث مكاتب (الأمم المتحده) وذلك لتسليم (المبعوث الأممى) مذكرة بذات الخصوص تهيب بالمجتمع الدولى التدخل من أجل كشف غموض هذه الظاهرة الغريبة حفاظاً على أرواح ما تبقى من (كدايس) !!
وكإجراء حضارى فى ظل (الوضع الديموقراطى) كان لابد لمسئول المنظمة من مقابلة المسئول عن منح تراخيص (المسيرات) :
- والله نحنا الجمعية السودانية لحقوق الحيوان (مسحح) وعاوزين لينا ترخيص لى مسيرة بعد بكرة عشان موضوع (الكدايس) ده وأهو ده (الطلب) بتاعنا !!
- أيواا .. هسع تقولو (كدايس) وبعد ما تطلعو (الشارع) بعدين تعملوها لينا (مفصولين) و(صالح عام) وشنو ما بعرف داك ؟ مش كدا؟
- (صالح عام) شنو يا سعادتك؟ نحن بس (كدايس) !!
- (وهو يبتسم) : يعنى (توم أند جيرى) وبس؟
- (توم) بس ... كمان يا سعادتك (جيرى) زاتو مافى !!
يقوم (المسئول) بالإتصال هاتفياً مع شخص يبدو أنه (المسئول الأعلى) ويدور هذا الحوار :
- كيف الحال سعادتك ؟
- ...........................
- والله الحقيقه جونى ناس (الكدايس) ديل وعاوزين ليهم تصديق لى (مسيرة) عاوزين يعملوها بعد بكرة
- ..........................
- المسار يا سعادتك بتاع المسيرة - ينظر فى الطلب الذى أمامه - من (أب جنزير) لحدت (مكاتب الأمم المتحده) الفى شارع الجامعة
- ...........................
- أيوه سعادتك فعلا بعد (ضرب المظاهرات) وقفل (الجرائد) وشنا قدام العالم بقى شين !!
- ..........................
- أنا ذاتى قلت كده يا سعاتك .. (نبيض وشنا) قدام العالم بى ناس (الكدايس ديل) ونديهم تصريح ونخليهم يعملو مسيرتهم دى!!
يضع المسئول سماعة التلفون ثم يخاطب (مسئول المنظمة) قائلاً :
- خلاص ح نديكم (تصريح) بالمسيرة وكمان ح نعمل ليكم ليها (تأمين وحماية) عشان ما يدخلو ليكم فيها أى ناس مخربين .. لكن ....
- لكن شنو سعادتك؟
-(وهو ينظر من تحت النضارة) : زي ما إتفقنا : كدايس وبس !!

كدايس وبس :
إحتشدت الحشود مبكراً فى ميدان (أب جنزير) ثم قامت اللجنه المكلفه بإدارة المسيرة بمخاطبة المحتشدين وطلبت منهم عبر مكبرات الصوت ان يلتزموا بأن يكون موضوع المسيرة (كدايس وبس) وألا توجه المسيرة لأى غرض آخر ..بعد ذلك قام المحتشدون برفع (اللافتات) التى كتب عليها :
- لا لإبادة (الكدايس)
- نطالب بالتدخل السريع لمنع موت الكدايس
- لماذا تنتحر (الكدايس)؟
- الكدايس فى حاجة لمساعدة المجتمع الدولى
بدأت المسيرة فى التحرك بينما أخذت الحشود فى الهتاف :
- حار حار الإنتحار !!
- يعيش يعيش الكديس !!
- الشعب بائس دون كدايس !!
سارت المسيرة تقوم بحمايتها وتأمينها (قوات الشرطة) من اليسار ومن اليمين فى شكل راق بديع دون (هراوات) أو (غازات مسيله للدموع) إلى أن قام أحدهم يهتف :
- شعب تعيس ياريتو (كديس)!!
- شعب جبان جيبو (البمبان) !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان المقال : ( مواطن "إفراج مؤقت" )

صحيفة الرأى العام
الجمعة الموافق 18 مايو 2007م


فى قاعة الإجتماعات الفخيمة جلس مستشار شئون (القرارات الإسترتيجية) مترأساً أحد الإجتماعات الهامة التى دعا إليها كبار المسئولين التنفيذين :

والله أنا جبتكم فى الإجتماع ده علشان أبلغكم بإنو نحنا فى طريقنا لإصدار قرار أملتو علينا ظروف كتيرة
- ظروف زي شنو سعادتك ؟
- زي مثلاً أنحنا ما قادرين نعمل للشعب ده (تعداد سكانى) مثلاً !! مستحيل ده يتعمل !!
- مستحيا يتعمل ليه يا سعادتك؟
- نعمل (تعداد سكانى) كيف إذا الناس دى (حايمة) طول اليوم .. ليل نهار الناس دى (لافه)؟ يعدوهم كيف يعنى ؟
- والله فعلاً الناس دى بقت كتيرة كتره شديده .. الشوارع مليانه .. الأسواق مزدحمة التقول بكرة العيد
- بعدين يا جماعه ما تنسوا إنو العاصمة إمتدت وبقت كبيرة وشاسعه جداً والناس كلها جات (إتكبت) هنا !!
- كلامك صاح يا سعادتك والله الخدمات بقت غير متوفره .. أمن وصحة وتعليم وموية وكهرباء
- أها أنا هسع جمعتكم عشان عندى إقتراح نضرب بيهو (كم عصفور) بى حجر واحد
- (فى ترقب) : القرار شنو يا سعادتك؟
وبدأ (المسئول) فى تجهيز عدد من الملفات التى أمامه ووضع نظارته الطبية بعد أن مسح على ذقنه وتنحنح ثم بدا فى شرح الإقتراح :
- شوفو يا جماعه أنحنا ببساطه كده قررنا إنو كل مواطن لازم (يترخص) ويآخد (نمرة) ما مهم يكون لابسا فى (ضهرو) فى (وشو) ده موضوع نجيهو بعدين ... المهم إنو كل مواطن تكون عندو نمرة معلقا فى مكان بارز عشان لو ماشى فى الشارع (الدولة) تكون عارفا ده منو .. أو لو طلع (مظاهرة) أو(مسيرة) أو عمل أى حاجه من الحاجات الضد (القانون) دى نكون عارفنو .. مش الناس ماشة كدا ساااكت وأنحنا ما عارفين (زيد من عبيد) !!
- والله فعلا يا (سعادتك) المشروع ده ح يكون عندو فوائد كتيره أولاً ح نقدر نعمل التعداد (القلت عليهو ده ) وتانى ح يساعد فى الناحية الأمنية وخاصة (المظاهرات والمسيرات) عشان المواطن ح يكون عارف إنو (الدوله) عارفاهو بالإسم أقصد (بالنمرة) .. وكمان فى حاجه تانية – وهو يبتسم فى خبث – ح نطلع لينا منو قرشين تلاته !!!
- لكن المواطنين ديل بيرضو ؟ والله نظرنا فيهم كترت (نظريات) !!
- أيواا عشان المواطنين يرضو وما يعملو لينا (حركات) نحنا ح نقول ليهم إنو الغرض من المشروع ده عشان الإنتخابات الجاية تكون (نزيهه) وعشان ما يكون فى أى (تلاعب) أو (تزوير) فى الإنتخابات والناس تكون معروفه وواضحة وكل زول لابس نمرتو ومعروف زي لاعب الكورة فى الميدان
- والله يا سعادتك عرفت ليهم تب !!

تنوير إعلامى :
كان لابد من تنوير إعلامى للمواطنين حتى يكونو على علم بأبعاد القرار كعاده الدولة دائما فى إطلاع المواطنين على أبعاد القرارات التى تتخذها لا سيما ان هذا القرار يمس المواطن بصورة مباشرة لذلك فقد قامت إحدى (القنوات التلفزيونية) بالتزامن مع بعض (الإذاعات) بإستضافة (المسئول شخصيا) فى محاولة لتنوير المواطنين على (مشروع ترخيص المواطن) والرد على إستفساراتهم
- يا جماعة أنحنا عاوزين نتعامل مع المواطن بصورة علمية وتقنية يعنى هسع شنو لمن ترسل ليكا شكوى تنتقد فيها أداء (مسئول الأمن) فى الولايه الإنت فيها مثلا وتكتب إسمك (محمد محمود أحمد) مافى مليون زول إسمهم (محمد محمود أحمد) . .. هو ح يقدر يقبض عليهم كلهم؟ بس تفرق لمن تكتب إنك (4227 خ ت ) لأنك إنت الوحيد النمرتك كده وح ينقبض عليك فى أقل من ثانية !!
- وبعدين شوفوا المستشفيات دى مليانه مواطنين كيف؟ أها هسع تانى الحكاية بعد القرار ده ح تتنظم مثلاً يوم السبت ناس (خ ب) وناس (ب ك) ويوم الأحد ناس (هـ ع) و( أح) وكده !!
- بعدين أنحنا عاوزين نكون أول بلد Digital يستخدم (التقنية الرقمية) ويتخلص من الأسماء الطويله دى .. يعنى بدل الزول يقول (إسمو وإسم أبوهو وإسم جدو) يكفى يقول إنو (8743 هـ و) !!
- طيب يا سعادتك المواطن حقيقة بيتسائل عن مسألة رسوم (الترخيص واللوحة) وكيف ح يتم تقديرها بعنى هل كل الناس رسوم ترخيصهم واحده ؟
- والله شوف أنحنا فى إجتماعاتنا حول مسألة تقدير الرسوم دى كان فى وجهات نظر مختلفة
- كيف يعنى؟
- أيواا أقول ليك .. فى مسئولين قالو الترخيص يتم بالعمر .. يعنى عمرك 40 سنة ترخيصك يكون بى 40 ألف دينار .. 20 سنة بى 20 ألف دينار يعنى السنة بى ألف دينار ... والإتجاه التانى وهو الإتجاه البقينا عليهو هو إنو المسألة تكون بالوزن يعنى وزنك 50 كيلو رسوم ترخيصك تكون 50 ألف دينار والإتجاه بتاع الوزن ده (فاز) لأنو شايفين (الشعب) ده قامت ليهو شوية (كضيمات) فمسألة (الرسوم على أساس الوزن) دى ح تخليهم (يخسو) شوية !! أما مسألة (اللوحة) ف ح نديها للمواطن هدية (مجاناً) !!!
- وهل ح يكون فى (فحص آلى) ؟
- أيواا والله ده سؤال مهم جداً لأنو واحده من أهداف المشروع ده (غير مسألة النمر واللوحات) إنو الدوله تعرف المواطن (العيان) من (الشديد) عشان توفر ليهو العلاج وتعرف (الأمراض) البشتكى منها بالضبط وعشان كده عملنا (فحص آلى) وفى شركة متخخصة فى (الفحص الآلى ) جبناها من (هولندا) مخصوص عشان تفحص المواطنين لأنو عندهم أجهزة متقدمة وبالكمبيوتر (المواطن) يدخل بى جاى و(الكمبيوتر) يطبع (أمراضو) أتوماتيكياً بى غادى !!
- والفحص ده رسومو كيف؟
- والله حسب (الأمراض) البتطلع من (الكمبيوتر) فى (الفحص الآلى) ... كل مرض عملنا ليهو (رسوم) – مواصلاً- بالمناسبة الناس ما تخاف من الحته دى لأنو آخر دراسة طبية عملتا الدولة أثبتت إنو غالبية (الشعب الفضل) أصحاء وما عندهم حاجة !!
- ممكن بس يا سعادتو تدينا فكرة عن رسوم (الأمراض) دى؟ والفلسفة القامت عليها ؟
- أيواا ده سؤال جميل .. نحنا (رأفة) بالمواطن خلينا الأمراض الغير متفشية زي (الملاريا) و(فقر الدم) و(الإسهالات المائية) وكده رسوما عالية شويه يعنى حوالى عشرين ألف للمرض الواحد والأمراض المتفشية بين المواطنين زي ( القاوت) و(البرجم) و(الثعلبه) رافة بالمواطنين عملنا ليها رسوم بسيطة ً !!
ممكن ناخد مكالمة : آلو .. آلو منو معاى
- معاك 6578 أ ز
- ياخى لو سمحت أدينا إسمك (العديل) وما (تستهبل) لأنو الترخيص لسه ما بدأ
- طيب أنا ( أ ز) !! عرفتنى؟؟
- لا طبعاً .. ما عرفتك
- أنا المواطن ( أب زرد ) !! وقول للقاعد معاك ده .. جوع جوعتونا .. عطش عطشتونا .. كهرباء قطعتونا .. جن جننتونا وهسع رخيص (رخصتونا) والله بس ما ...(تيت ... تيت .. تيت.. تيت) يبدو إنو الإرسال قطع ... نآخد مكالمة تانية ... معانا منو:
- (صوت أنثوى مايع) : معاكا ...(إنتى سار) من (السااافيا )
- أهلا يا (إنتصار) من (الصافية) .. عندك سؤال؟؟ المسئول معاكى
- واللاهى .. أنحنا ... ما ..عندنا .. إعتراض .. على .. (النمر) .. دى... وكده .. بس .. عاوزين ..الأرقام تكون ... مميزه ... وكده
- لا إن شاء الله نحنا نضم صوتنا لى صوتك ونطلب من المسئولين إنو يوفرو ليكم أرقام مميزه
- معليش بس ممكن أهدى؟
- لا معليش يا (إنتصار) لأنو البرنامج ده مخصص بس لمناقشة (قرار الترخيص) عشان نسلط (النور) عليهو
- يعنى شنو ؟ ما برضو أنا عاوزة أطلب أغنية (النور) .........الجيلانى !!
نرجع يا سعادتك نتكلم شوية عن (تداعيات) القرار المتوقعة من قبل المواطنين ومدى تفاعلهم معاهو وبعدين ناخد مكالمة
- والله انحنا بنتوقع تفاعل كبير من (المواطنين) وأكيد المواطن كالعاده ما ح يخذلنا ورايح يكون متعاون لأقصى درجه لأنو اساسا نحنا عملنا القرار ده من أجل مصلحتو ... يعنى هسع إتصور إنو إنت راقد فى البيت ونط عليك حرامى قمت صحيت لقيتو طالع فى الحيطه ؟ قبل القرار ده ما ينفذ ح تقعد تكورك (حرامى ... حرامى) عشان تلم الجيران ويقوموا الجيران يعملو (نايمين) وتقوم إنت تخاف تمشى عليهو أحسن يكون شايل ليهو (سكين) وإلا مصيبة .. أها بعد القرار ده .. بس تشيل نمرتو المعلقا وترجع تتغطى بالبطانية تنوم والصباح تديها لينا نقبضو ليك فى نص دقبقة !!!
- والله فعلاً يا سعادتك القرار ده إتأخر كتير كان مفروض يكون من عشرة خمستاشر سنه !!
ألو ناخد مكالمة أخيرة :
- آلو؟ معاى منو؟؟
- معاك مواطن
- عارفنك مواطن .. إسمك منو؟
- إسمى ده خليهو لمن تعملوا نمركم دى ح تعرفوهو
- لا لازم عشان تداخل تقول لينا إسمك ؟
- طيب أنا إسمى (حسين أنفاس) .. ممكن أدخل ؟
- أيوا ممكن تتداخل .. عندك سؤال ؟
- طبعا عندى سؤال يعنى جايب (جواب) ؟؟
- طيب بالله بى سرعة عشان ما فضل وكت كتير
- جداً .. أنا كنت بس عاوز أسأل (سعادتو) ده هل المسئولين (الفوق) ديل ح يترخصو (ذنا) وإلا برضو ح يمشو (بدون نمر) !!
- (المسئول يتنحنح) : والله الحقيقة ما ح أقدر أجاوب ليكا على السؤال ده إلا بعدما نرجع لمذكرة (تفسير القانون) !!
- والله أنا بقترح إنو (المسئولين) ديل تدوهم (إفراج مؤقت) عشان ما دوامه وكده !!
طيب يا سعادتك قبلما نختم اللقاء التنويرى ده فى سؤال بيفرض نفسو وهو إنكم هل ح (تغرمو) المواطن (البيخالف) وما بمشى (يترخص) ؟
- هو أنحنا المواطن القاعد ساااكت ما بنسيبو لامن المواطن البيخالف وما يمشى يترخص؟؟ أكيد ح نغرمو 30 ألف وعشان المواطن من هسه يعرف يعنى الزول لو سائق عربيتو وما (مرخصها) وهو فى نفسو ما عندو نمر وما (مرخص) معنى كده يحضر ليهو 60 ألف !!!

الكشات :

بعد إنتهاء المهلة التى حددتها (السلطات) للمواطنين بدأت (الكشات) والتى تتبع قواتها إلى الإدارة التى تم إستحداثها خصيصاً لهذا الغرض والتى سميت بإدارة (الترخيص الشخصى) فمنذ الصباح الباكر ينتشر منسوبو تلك القوات بأزيائهم (الخضراء الغامقة) على مداخل الكبارى و(الصوانى) والتقاطعات الهامة والأسواق وأماكن العمل وهم (يبحلقون) فى ظهور (العالمين) من أجل رؤية (اللوحات) ومقارنتها مع (الرخصة المدورة) التى تقرر أن يتم تعليقها على (الصدور) !!!
فى إحدى الصوانى قام أفراد (كشة الترخيص الشخصى) بإيقاف إحدى الحافلات المتجه إلى (السوق الشعبى) صعد أحدهم وهو يرتدى الزى الأخضر المميز ووقف على السلم مخاطباً الركاب :
- كل واحد ينزل يورينا (ضهرو) عشان نشوف (لوحاتو) ويورينا (صدرو) عشان نشوف (رخصتو المدورة) !!
... (وهو يشير لأحدهم) إنت يا (أب نضارات) هناك ما (تضاير) أنزل شايفك ما عندك (لوحات) .. وإنتى يا حاجه زحى يدك دى من (صدرك) عشان نشوف رخصتك !!
- هى سجمى يا ولدى ما نسيت ألبسا هم (النسوان) ديل ريحونى شبكونى (يلا بيت البكا) أطلعى بى سرعه .. أطلعى بى سرعه ختيتا فى (السرير) وطلعتا !!!
- ما عاوز كلام كتير أنزلو لينا كلكم وأى زول ما مرخص يقيف بى جاى – وهو يلتفت إلى السائق – وإنت ما تنزل لينا قاعد مالك ؟
- (وهو ينزل من الحافلة فى زهج) : يعنى هو الزول كان جلا من (اللابسين أبيض) يقع فى (اللابسين أخضر) دى (مصيبة) شنو الوقعنا فيها دى !!
- (يدخل يده فى جيبه ويخرج دفتر المخالفات) : إنت هناك .. اللابس (لوحة إستثمار) ده .. أيوه إنت .. هسع عليك الله (شكلك ده) شكل إستثمار ؟
- مالو شكلى كمان ؟ أيوه أنا مستثمر وعندى مصنع (لقيمات) ومرخص (إستثمار) عندك إعتراض ؟؟ وأقول ليك حاجه كمان : أنا مصنعى ده عندو إمتيازات وكمان (أولادى ) كلهم كان ما عاجبك لوحاتهم (إستثمار) !!

لوحات أنواع وأشكال :

بدأ منظر الشارع أكثر فوضى فعلاوة على الملصقات واللافتات (الإعلانية) ذات (الألوان) المتنافرة و(الأشكال) غير (المنتظمة) المنتشرة فى غيرما ترتيب والباعه المتجولين والعربات المتكدسة والحفر والمطبات والأوساخ المتراكمة .. علاوة على كل ذلك فقد بدأ منظر الشارع غريباً وأنت تشاهد الجميع وهم (معلقين) اللوحات على (ظهورهم) والرخص المدورة على (صدورهم)
لافتات (صفراء) تشير إلى أن حاملها (حكومة) ولافتات (حمراء) تشير إلى أن صاحبها مغترب (إفراج مؤقت) ولوحات (ق م ) تشير إلى ان صاحبها (قوات نظامية) وأخرى (ح ش) – حركة شعبية- وأخرى (ح ت) – حركة تحرير- وأخرى (بيضاء) للمواطن العادى وأخرى (إستثمار) تشير إلى أن صاحبها مستثمر فى (الشاورما) على أكثر تقدير !!

أبراج مراقبة :
تم إستئجار مواقع إسترتيجية ذات واجهات زجاجية فى الأسواق وأماكن الإزدحام كيما يتم إستخدامها بواسطة المسئولين وذلك من أجل (بسط الأمن) الشامل وتتبع (المواطنين) المشتبه فيهم وقد زودت هذه الأبراج بأجهزة كمبيوتر تحتوى على (بيانات) المواطنين إذ يكفى فقط أن يتم إدخال (رقم لوحة) المواطن لتظهر بياناته جميعها على الشاشة ، كما تم تزويد هذه المواقع بأجهزة إتصال حديثة وشاشات مراقبة تلفزيونية وعدسات مكبرة .
- كده شوف بيانات الزول (6564 خ م ) الماشى قدام الكشك داك .. اللابس جلالبية (سمنية) وشبشب (مقطع) داك !!
- مالو؟
- لا بس شكلو كده ما عاجبنى .. مثير للريبه يعنى
- (وهو يدخل رقم لوحة المواطن وينظر للشاشة) : يا خى (ريبه) بتاعت شنو؟ البيانات بتاعت الزول ده بتقول إنو كان (نائب وكيل) وشالوهو صالح عام !!
- طيب كدى شوف (الود) اللابس قميص (ضيق مشجر) وبنطلون جينز داك ..أيواا (7676 ش ط) داك!! ... بالله عاين ليهو ماشى كيف؟
- (وهو يدخل رقم لوحة الشاب وينظر للشاشة ثم فى إندهاش ): بالله معقول الشاب ده ما عرفتو؟؟ ياخى ده بياناتو بتقول إنو ده (حماده ساوند) .. الواد العندو فرقة (مديح) وبجيبوهو فى التلفزيون طواالى والإذاعة !!

تداعيات بعد التنفيذ :
تداعيات إجتماعية (1) :

على صفحة (الإجتماعيات) بأحدى الصحف اليومية ظهرت هذه الدعوة :

آل (5453 خ ج ) وآل (7692 خ ب)
يتشرفون بدعوتكم لتناول طعام العشاء بمنزلهم الكائن بزقلونا وذلك بمناسبة تأهيل إبن الأول المهندس (6345 خ ج) على كريمة الثانى الدكتورة (7834 خ ب) والعاقبة عندكم فى المسرات ،،،

تداعيات إجتماعية (2) :

- أها والمولود سميتوهو منو؟

- والله بس منتظرين (السماية) أقصد الترخيص ... غايتو ما معروف لكن إحتمال كبير يكون (حاجة كده) خ ت

- وأكيد ح تجيبو فنان؟

- أيوه والله شايف الشباب ديل كلهم قالو عاوزين 9898 م ع

- إنت (9898 م ع ) ده مش أخو (9899 م ع )؟

- لا .. لا ما أخوهو ده (تشابه لوحات) ساكت لأنى أنا بعرف أخوانو كلهم (إفراج مؤقت)

- طيب ما تنسى لمن تجو للسماية أقصد (الترخيص) كلمنى عشان أنا بعرف زول هناك أخليهو يديكم ليهو إسم أقصد (رقم) مميز !!

تداعيات إجتماعية مستقبلية :

- ده عريس شنو الجايباهو لى بتى يا (نفيسه)؟
- ومالو ما عريس يهز ويرز
- يهز شنو؟ و(يرز) شنو ياختى ؟ والله نحنا سألنا تحت تحت لقيناهو ليهو أربعه سنين ما (مرخص)!!
- مالو ياختى ما كان (مرفوع)
- مرفوع شنو يعنى (فاكين لس
أحمد حيدوب
أحمد حيدوب
Admin

عدد المساهمات : 1635
تاريخ التسجيل : 06/04/2008
العمر : 55
الموقع : مكة المكرمة ـ السعودية

https://abudeleig.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى