أصحاب الأخدود
صفحة 1 من اصل 1
أصحاب الأخدود
أصحاب الأخدود
وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُود (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأخدود (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ( سورة البروج
تتوالى الاكتشافات الجديدة لأصحاب الأخدود في جنوب المملكة العربية السعودية ومعها بعض أسرار مدينة أحرق ملكها سكانها قبل أكثر من 1500 عام عقابا على اعتناقهم الدين المسيحي، ولم يعلم عنهم أحد شيئا حتى ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ومع هذا فان أمام خبراء الآثار كما يقول مدير الآثار في المنطقة، الكثير من الوقت، ربما يصل إلى الثلاثين عاما، ليكتشفوا أسرارهم كاملة.
ورغم مرور آلاف السنين مازالت العظام الهشة السوداء والرماد الكثيفة شاهدة على الحريق الهائل الذي أصاب مدينة الأخدود في عام 525 من الميلاد. وحتى الآن تروي تلك الأطلال والمباني قصة أصحاب الأخدود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.
(رقمات) أو مدينة الأخدود الأثرية والتي تقع على مساحة 5 كيلو مترات مربعة على الحزام الجنوبي من وادي منطقة نجران (جنوب السعودية) مازال يكتنفها الغموض والأسرار رغم عمليات التنقيب والحفر المتواصل لمدة عشر سنوات متتالية. ويشير علماء الآثار إلى أن منطقة الأخدود الأثرية تحتاج إلى ما يقارب 30 سنة لمعرفة جميع أسرارها ، وان ما تم اكتشافه حتى الآن لا يمثل إلا جزءا من آثارها ومعالمها . منطقة إسلامية قديمة في مدينة الأخدود فمنذ تم التنقيب في منطقة الأخدود الأثرية، ومنذ عام 1997م تم اكتشاف العديد من الأثريات والأواني الفخارية وأدوات الزينة والعملات وشواهد القبور التي تخص المنطقة الإسلامية ، واحتواء المدينة الأثرية على منطقة إسلامية بها جزء من القبور الإسلامية المدون عليها اسم صاحبها وتاريخ وفاته . كما تم اكتشاف العديد من المدافن في الأجزاء الأخرى من المدينة والتي تعود إلى ما قبل الميلاد.
وإن الشواهد وجدت في الجزء الجنوبي من المدينة ، ويبدو ومن خلال الحفريات وعمليات التنقيب أن المنطقة الشمالية والجنوبية منها سكنت ما بعد الإسلام ، واستخدم الجزء الجنوبي منها كمقابر إسلامية واستدل الأستاذ صالح آل مريح مدير إدارة الآثار بمنطقة نجران بشاهد مكتوب عليه اسم صاحبه راشد بن سالم وتاريخ وفاته542 من الهجرة. وأضاف أن بقية الأخدود لم نجد فيه أي اثر إسلامي يدل على استخدامه من قبلهم سكنا أو مأوى، وقد امتد السكن من المنطقة الشمالية حتى أن هناك الآن قرية مجاورة للأخدود اسمها قرية الحفل.
وأوضح آل مريح أنه تم أيضا اكتشاف أقدم مسجد بني في منطقة نجران يعود تاريخه لسنه 100هـ وهو يقع في الجزء الشمالي من الأخدود.
وعن الخنادق التي أضرمت بها النار والتي أشار إليها القرآن الكريم في قصة أصحاب الأخدود يقول آل مريح : سميت الأخدود بذلك الاسم نسبة للحفرة التي أمر الملك الحميري بحفرها وتجميع الحطب بها واحرق من اعتنق المسيحية التي كانت ديانة جديدة في ذلك الوقت، لذلك مازالت آثار الحريق بادية في أجزاء المدينة وعلى جدارها ومبانيها.
واستطرد: نحن حتى الآن نحاول أن نكتشف الحفرة أو الأخدود الذي تم فيه الحرق عبر عمليات التنقيب، والثابت لدينا أن الحريق كان هائلا وقويا جدا حيث انه أشعل المدينة بكاملها، و مازال رماد الحريق موجودا للآن بالإضافة إلى عظام للبشر وللحيوانات التي حرقت.
وأبدى آل مريح دهشته من بقاء المدينة والمباني كما هي منذ حريقها في النصف الأول من الميلاد، وقال: لقد اكتشفت أغرب سر خلال عملي والذي قارب على العشرين عاما ويتمثل في بقاء منطقة الأخدود الأثرية كما هي، فعظام الكائنات التي أحرقت من بشر وحيوانات لم نجدها في مدافن وبقيت كما هي، فراعينا ذلك ولم نضعها في مدافن بعدما أخدنا منها عينات لتحليلها لاكتشاف عمرها الزمني.
ويضيف: لقد أجرينا منذ فترة مجسات اختباريه أوضحت لنا أن الأخدود ممتد إلى الألف الأول قبل الميلاد واستمر إلى الألف الأول الميلادي، وبعدها حدث الحريق وحادثة الأخدود. كما عثرنا على نقوش بالخط المسند، وهذا الخط له فترة معينة في التاريخ فهو يعاصر ممالك جنوب الجزيرة العربية.
وعن جنس البشر الذين كانوا يعيشون هناك، يقول آل مريح: هم من جنوب الجزيرة العربية، ولا تختلف ألوانهم وبشرتهم عن القبائل الموجودة حاليا والساكنة في المنطقة، وذلك من خلال نقوش الأرجل و الكفوف التي وجدناها، فلم نجد فرقا بين الإنسان القاطن الأخدود في تلك الفترة وبين الإنسان الحالي. وهذا ينفى الزعم بأنهم كانوا عمالقة أو ضخام البنية، لكنهم كانوا أشداء أقوياء. كما وجدنا بعض الحلي واعتمادهم على الفضة والبرونز والذهب في الزينة.
وحول ما تحتويه منطقة الأخدود يضيف أنها “عبارة عن مبان متهدمة باق منها الأساسات والجدران, وبعض القطع الحجرية الضخمة كالرحى ومنطقه السوق التجاري. أيضا هناك بعض الكتابات والنقوش على الصخر بالخط المسند الذي كان يستخدمه عرب الجنوب. وينتشر في المدينة الفخار الذي كان الأداة المستخدمة في ذلك الوقت.
منطقة الأخدود يرتادها شهريا 3000 زائر، وأول ما يصادفه الزائر أثناء زيارته للمنطقة، جدار دائري (سور) مشيد من الحجارة المربّعة، ومزيّن من الأعلى بشرفات يحيط بالمنطقة بكاملها، يشرف عليه حراس أمن يقومون بحراسة المنطقة الأثرية.
بعد الدخول من البوابة تجد حديقة مزروعة بأشجار الأراك، وفور الانتهاء منها تجد أمامك قلعة كبيرة مهدمة أجزاؤها، وتقابلك أثناء الدخول من بابها نقوش ورسوم حيوانية وإنسانية، وأسماء لأشخاص نقشت على الجدار.
بعد ذلك تجد أمامك مكانا مرتفعا، تشاهد أثناء الوقوف عليه كافة المدينة وأجزاءها وإحياءها. وإثناء تنقلك في القلعة المهدمة تجد أماكن للتنقيب والحفريات التي تجري لاكتشاف أثارها. وقد تتعثر فجأة لتجد أمامك عظاما مفحمة وهشة وأثار رماد في موقعها وعلى الجدار المحيطة. وقد ذكرت قصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم في سورة (البروج) حيث أقدم الملك (ذو نواس) وهو آخر ملوك الدولة الحميرية،على حفر أخدود كبيرٍ جعل منه فرناً أحرق فيه آلاف المسيحيين ممن رفضوا التخلي عن ديانتهم والرجوع إلى عقيدتهم اليهودية السابقة.
واليكم بعض الصور لمنطقة الأخدود بنجران
مواضيع مماثلة
» أصحاب الكهف
» أصحاب الشفاه الممطوطة
» الإجهاض ... آفة المجتمعات ... صور مرعبة .. أرجو من أصحاب القلوب الضعيفة عدم فتحها
» أصحاب الشفاه الممطوطة
» الإجهاض ... آفة المجتمعات ... صور مرعبة .. أرجو من أصحاب القلوب الضعيفة عدم فتحها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى